لكي نحيا.. يجب أن تحيا فلسطين

21 ديسمبر

لكي نحيا .. يجب أن تحيا فلسطين!

لوطلبت من مجموعة من الأطفال يلعبون “البلاي ستيشن” أن يحضروا لك كأس ماء، فسيختلفون فيما بينهم، لإن كل واحد منهم يريد أن ينشغل بلعبته ويريد من الآخر الذهاب لسقياك. ولكن لو اشعلت ناراً صغيرة، فسيركضون لأحضار الماء لأطفائها.. لماذا؟
لإن الغريزة الأنسانية تتفاعل مع محاربة العدو أكثر من تفاعلها في خدمة الصديق!
ولهذا يجب أن يكون لنا أعداء، فمن غير العداوة لن نجتمع، ولن نتطور، ولن يساعد بعضنا البعض. ولعل ظاهر الغزو العراقي على الكويت، جعلتنا نقف صفاً واحداً في وجه العدو، وبعد أنتهاء الغزو أصبحنا بلا عدو فظهرت شروخات وانقسامات عرقية وطائفية في المجتمع الكويتي!
والتاريخ حافل بهذه الصور..
بل حتى الولايات المتحدة تعي مثل هذا الدرس، لذا بمجرد إنتهاء عداوتها مع روسيا في الحرب الباردة، سارعت إلى إختلاق عدو جديد أسمته “الأرهاب”،(وذا ليس رأيي بل هو رأي لفيف من المفكرين وعلى رأسهم الفرنسي:روجيه جارودي). وباسم الأرهاب وحدت الشعب الأمريكي، ومارست الارهاب على شعوب العالم، فاحتلت العراق وافغانستان، وتضغط على إيران وكوريا. تخيلوا ماذا كانت ستصنع أمريكا بدون الإرهاب؟
واليوم نعاني كمسلمين وعرب، من أنقسامات وشروخات عدة، لا يحلها أو يجمعها إلا وجود “العدو”، ونحن لسنا بحاجة إلى إختلاق عدو، فهو قائم وموجود كالخنجر في الخاصرة منذ 1948 في فلسطين والقدس. نحن بحاجة إلى تأليب الشعوب و إيقاد النيران في الصدور ليس أكثر، نحتاج إلى أن نظهر الوجه الصهيوني البشع، والمخالب التي تمتد من الولايات المتحدة إلى قطر، لكي نتوحد وننهض كشعوب لها شعور واحد وثقافة واحدة.
نحن نحتاج إلى إسرائيل أكثر مما نحتاج إلى مبادئنا، لإن المبادئ تصحو وتستيقظ وفقا للأهواء و الماديات. ولكن الشعور بوجود عدو فيما بيننا يريد أن يبني دولة من النيل إلى الفرات، هو ما يجب أن ننشره في أجيالنا الغضة الطرية القادمة..
إسرائيل بقيادة الصهاينة، تتفاني في قتل مثل هذا الشعور، ليس فقط من خلال التطبيع، والأعلام، والساسة المتخاذلين، بل حتى على مستوى الألفاظ التي نستخدمها، فمنذ أواخر الثمانينات قررت اسرائيل أن تستبدل بعض الألفاظ العربية بألفاظ أخرى من خلال نشرات الأخبار والمحطات الأعلامية، وهذه باقة من الأمثلة:
الشهادة/الشهيد الأنتحار/الإنتحاري
الجهاد الأرهاب
فلسطين المحتلة إسرائيل

وقد قرأت تقريراً عن ذلك في منتصف التسعينات، فلم أعتقد أن خطة مثل هذه ستفلح، ولكن اليوم، من الواضح أنها آتت أكلها في المحطات الأخبارية والصحافة العربية.
حتى إسرائيل فيها من الأنقسامات العرقية والطائفية والدينية ما لا يعد ولا يجمع، فالفرق بين فكر كاديما والأحزاب اليمينية يفوق الفرق بين العربي المسيحي والعربي المسلم، لكن نظراً لوجودها في حالة حرب وتوسع دائم، فإن ذلك من شأنه أن يجمع كلمتهم ويوحد صفوفهم.
ولو أن زعيماً عربيا واحداً، قرر أن يتبنى الجهاد ضد اليهود، فإن الأمة الأسلامية – كشعوب – ستلتف حوله، وليس ببعيد عنا التعاطف الذي تكنه الشعوب العربية لأوردوغان الذي قدم “أسطول الحرية” وقدم ثمانية شهداء إلى غزة. فكيف لو قام فينا من يحاربهم جهاراً، بلا شك أنه سيخسر الولايات المتحدة وحلفاؤها، ولكن على الطرف الآخر سيكسب تعاطف كافة الشعوب الأسلامية والعربية…
الخلاصة: نحن نحتاج إلى إسرائيل كعدو نمقته ونكرهه، لكي نحيا من جديد..
لكي تدب الدماء فينا من جديد…
لكي تقوم حضارتنا .. نحتاج إلى عدو يجمع شملنا ..
علموا أولادكم ومن حولكم كره إسرائيل، وسترون النتيجة.

3 تعليقات إلى “لكي نحيا.. يجب أن تحيا فلسطين”

  1. Anonymous Farmer ديسمبر 21, 2010 في 1:25 م #

    قل لمن كتب هذه الأسطر بأن إسرائيل عدو الجميع ، بما في ذلك عدو نفسها .

    نشأت بصورة خاطئة ، شعبها غير متجانس لانتمائهم لمختلف بقاع العالم لا لفلسطين ،

    ومعالم الأرض تشابه صاحبها ، وليس هناك أدنى تشابه بين الإسرائيلي والأراضي الفلسطينية .

    تحرير الأراضي المحتلة أمر شائك من حيث تاريخ الأحتلال وأوضاعه وزمنه والمصالح المرتبطة به حتى الآن .

    ولكن حتى النظر إلى حل الدولتين المنفصلتين بات أمرا يشبه الحلم ، لعدم رغبة إسرائيل في منح المواطن الفلسطيني أدنى الحقوق والحريات ، ولرغبتها )وتطبيقها( لسياسة الموت البطيء لقاطني الأراضي المحتلة )من خلال التجويع ، تقييد الحريات ، ومعاملة السجون( ، ولمواكبة دول العالم الأول ذلك التطرف وتلك الهمجية الإسرائيلية رغم اختلاف غالبية الدول على سياستها في المنظمات الدولية ، مما يدل على استباحة الدم العربي ورخصه لدى إسرائيل أولا ودونية حياة المواطنين العرب لدى العالم كافة من ناحية أخرى .

    لن يتواجد تحرك كبير من قبل العالم (أم الدول العربية) دون ضغط شعبي مسؤول محاسب ويعلم عما يدور في الأراضي المحتلة من مجازر يومية بحق الأبرياء ، وهذا ما نتأمل إليه .

    أما مجرد اعتبار اسرائيل عدو فقط ، فهذا غير مجدي .

  2. متزوج ثلاث وعمري 28 ديسمبر 21, 2010 في 1:29 م #

    شكرا على رأيك الكريم يا سيد الكريم..
    لكنه خطوة في الأتجاه الصحيح…
    فنحن لا نعاني من مشكلة فكرية في أن إسرائيل مستبدة وظالمة، بل نحن مشغولون في العراك بيننا، لذا فلو ركزنا على عدو واحد وشعرنا بخطره المحدق، فإن ذلك سيكون دافعاً للتوحد ونبذ الخلافات العرقية والمذهبية..
    ألا ترى ذلك؟

  3. Anonymous Farmer ديسمبر 21, 2010 في 3:01 م #

    لا

    لا أرى ذلك أبدا … إنت مادري شلون تفكر 😦

    كأنك قاعد تقول “لنجعل كرهنا نحو المدرس الظالم يوحدنا كطلبة” .

    أولا الكره لا يأتي في العادة بنتائج حسنة ، ولكن المشاركة الإيجابية – من خلال الوعي بمعرفة الحقوق ومجريات ما يحدث – هي ما توحد الصفوف بشكل جيد .

    والدليل أن الكره لإسرائيل متوفر لدى الغالبية العظمى من الشعب العربي ، والشعوب المسلمة غير العربية ، بل ومن قبل شعوب العالم أيضا ، ولكن لا جدوى من الكره وحده ولم يأت بشيء .

    الحل يكمن في زيادة التوعية بما يحدث في الأراضي المحتلة كل يوم بشكل طبيعي ، ضد جميع المواطنين ، ووضع خطط يكون من خلالها زيادة الوعي العربي/العالمي و من ثم الضغط العربي/العالمي على إسرائيل من أجل إنهاء الأحتلال وإلزام الجميع بتطبيق مبادئ الإنسانية في القرن الواحد والعشرون ، ذات القرن الذي بات يحمل حقوق الطبيعة و حقوق الحيوان بينما تضيع حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: